قوله تعالى: {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين 171}
  وقتادة، وتقديره: ويسرون بأن يقاتل المؤمنون فيستشهدوا فيلحقوا بمنزلتهم، وقيل: يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من تقدم عليه من إخوانه يبشر به، فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا عن السدي، والَّذِينَ لم يلحقوا بهم من خلفهم إخوانهم الَّذِينَ فارقوهم وهم أحياء على دينهم «أَلَّا خَوْف عَلَيهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» قيل: يعرفون بأن يلحق بهم من خلفهم؛ لأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واستبشارهم أن لا خوف عليهم من النار ولا حزن على الدنيا؛ لأنه صار إلى نعيم الأبد، وقيل: لا خوف يرجع إلى الشهداء، وقيل: إلى الَّذِينَ يلحق بهم تقديره: لأنه لا خوف على هَؤُلَاءِ، فيجوز أن يلحق بهم أولئك فيرون ما هم فيه وينالون ما نالوا.
  · الأحكام: تدل الآية على أن في حال هذا الخطاب كان الشهداء أحياء، ولا مانع من حمله على ظاهره، ولا يقال: إن قولكم يؤدي إلى الرجعة؛ لأن المنكَرَ الرجعةُ إلى دار الدنيا وحال التكليف، فأما إحياؤه بحيث لا يظهر لنا إلا بالخبر فجائز، وقد روي مثل ذلك في الأنبياء.
  وتدل على أن اجتماع المؤمنين في الجنة من عظيم ما يفرحون به.
  وتدل على أن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولا ينالهم أهوال القيامة خلاف قول بعضهم.
قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ١٧١}
  · القراءة: قرأ الكسائي «وإنَّ اللَّهَ» بكسر الألف على الاستئناف، وقرأ الباقون بفتحها، على معنى وأن اللَّه معطوفًا على «بنعمة من اللَّهِ».