قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون 30}
  دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسَا ... دُعَاءَ مَنْ لاَ يَقْرَعُ النَّاقُوسَا
  · الإعراب: يقال: ما معنى: (إذ) في قوله: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ)؟
  قلنا: فيه خلاف، قال أبو عبيدة: هي زائدة، ومعناها: وقال ربك، و (إذ) حرف من حروف الزيادة، قال الشاعر:
  فَإذا وذَلكِ لا مَهَاهَ لِذِكْرِهِ ... فالدّهرُ يُعْقِبُ صَالِحًا بفساد
  يقال: ليس لعيشتنا مهة ومهاة، أي ليس له حسن أو نضارة.
  وقال. غيره: تأويلها الدلالة على الوقت الماضي، قالو: ولا تحمل على الزيادة ولها معنى صحيح، والبيت الذي استشهد به قيل معناه فإذا ما نحن فيه وذاك.
  وقد استشهد أبو عبيدة ببيت آخر، وهو قول عبد مناة بن مربع، وقيل: ابن ربع:
  حَتَّى إذَا أسْلَكُوهُمْ فِي قُتَائِدَةٍ ... شلَّا كَمَا تطْرُدُ الجَّمالَةُ الشُّرُدا
  فقيل ردًّا عليه: هذا الذي ذكره ليس بصحيح، لأن (إذا) حرف يأتي بمعنى الجزاء ويدل على مجهول من الوقت، ولا يجوز إبطال حرف كان دليلًا على معنى في الكلام إلا لضرورة، وليس المعنى على ما ظن، بل لو حمل «إذا» في البيتين على البطلان بطل معنى الكلام الذي أراد الشاعر؛ لأن الأسود أراد بقوله: (وإذا) الذي نحن فيه وما مضى من عيشنا، وأراد بقوله (ذلك) الإشارة إلى ما تقدم وصفه من عيشه الذي كان مهاة لذكره يعني: لا طعم له ولا فضل لإعقاب الدهر ذلك بفساد، قال الزجاج والرماني: أخطأ أبو عبيدة؛ لأن كلام اللَّه لا يجوز أن يحمل على اللغو مع إمكان حمله على زيادةِ فائدةٍ، قال: ومعنى (إذ) الوقت، وهي اسم كيف يكون لغوا، قال: والتقدير الوقت.