التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 185}

صفحة 1414 - الجزء 2

قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}

  · القراءة: قراءة العامة: «ذائقة الموت» بالإضافة، وعن الأعمش «ذائقةٌ الموتَ» بالتنوين الموتَ نصبًا، قال: لأنها لم تذق بعد.

  · اللغة: ذاق تستعمل في المطعوم حقيقة وفي غيره توسعًا، قال أمية بن أبي الصلت:

  مَن لَم يَمُت عَبطَةً يَمُت هَرمًا ... لَلمَوتُ كَأسٌ وَالمَرءُ ذائِقُها

  يقال: ذاق الموت لأنه بمنزلة ما يذاق من شدائده.

  زحزح نحي وبُعِّدَ، ويقال: ما تزحزح وما تَحَزْحَزَ أي ما زال عن مكانه، وتزحزح عن المكان تنحى، قال ابن دريد: يقال: زَحَّهُ يَزُحُّهُ إذا رفعه، وقيل: أصله من زاح يزيح أو من الزوح وهو السوق الشديد، ويقال زحزحته فتزحزح وانزاح أي تباعد، ومنه سمي المزاح؛ لأنه أزيح من الحق، وفي حديث علي # قال لسلمان بن صرد يوم الجمل: تزحزحت وتربصت، أي تأخرت.

  والفوز الظفر بالخير بدلا من الوقوع في الشر، وأصله نيل الحظ من الخير، والمفازة المنجاة، ومنه: {فَلَا تَحسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ منَ الْعَذَاب} أي بمنجاة، وسميت المفازة تفاؤلاً، يقال: فاز بطلبته يفوز فوزا إذا ناله.

  والغرور بضم الغين، قال أبو عمرو: يجوز أن يكون مصدرًا يقول: غررت فلانًا