قوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195}
  وتدل الآية على نهِاية المطلوب ما ذكر فيها من الفوز بالجنة والنجاة من النار.
قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ١٩٥}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وابن عامر والحسن «وقاتلوا» أولًا «وقُتِّلُوا» مشددة قيل: التشديد للمبالغة، وقيل: قطعوا عن الحسن، وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وأبو عمرو «وقاتلوا» بالألف أولاً «وَقُتِلُوا» مخففة، والمعنى أنهم تقاتلوا مع الأعداء حتى قتلوا، وقرأ حمزة والكسائي «وقُتِلُوا» بغير ألف أولاً «وقاتلوا» بالألف بعده، وفيه وجوه:
  الأول: أن الواو لا توجب الترتيب كما في قوله: {وَاسْجُدِي وَارْكَعِي}.
  والثاني: على قولهم: قُتِلنا ورب الكعبة، أي قتل قومنا وعشائرنا.
  والثالث: بإضمار (قد) أي قُتِلُوا وقد قاتلوا. قال الشاعر:
  تَصَابَى وَأَمْسَى عَلَاهُ الْكِبَرْ
  أي قد علاه.
  وفي الآية قراءة شاذة فقرأ محارب بن حيان: «قَتَلُوا» على فعل ماض يعني قتلوا الكافر، وقرأ عمر بن عبد اللَّه: «قَتَلُوا» و «قُتِلوا» بغير ألف فيهما أي قتلوا الكفار وقتلهم الكفار.
  وقرأ عيسى بن عمر: «فاستجاب لهم ربهم إني» بكسر الألف على إضمار القول وعلى الاستجابة قول، وقراءة العامة بفتح (أن) لوقوع الفعل عليه، وقيل: بنزع الخافض فأجابهم بأي.