قوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195}
  · اللغة: استجاب وأجاب بمعنى. قال الشاعر:
  وَدَاعٍ دعا يا مَنْ يُجيب إلى الندا ... فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ
  أي فلم يجبه، وإنما جاز استفعل بمعنى أفعل؛ لأن المعنى يؤول فيهما إلى شيء واحد يوجب أصولهما، وذلك أن أصل استجاب: طلب الإجابة بقصده لها، وأصل أجاب: أوقع الإجابة بفعلها.
  والضياع: الهلاك، ضاع الشيء ضياعًا وأضاعه غيره إضاعة.
  والهجر: ضد الوصل ومنه الهجرة، وهاجر القوم من دار إلى دار: تركوا الأولى للثانية، ومنه المهاجرون، وتهجر الرجل تشبه بالمهاجرين.
  · الإعراب: (من) في قوله: «مِنْ ذَكَرٍ» قيل: للتبيين بالإضافة التي تجري مجرى الصفة نحو:
  {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} وقيل: إنها مؤكدة للنفي بمعنى عمل عامل ذكرًا أو أنثى.
  ونصب «ثوابًا» على المصدر المؤكد لما قبله؛ لأن المعنى: يثيبهم ثوابًا، ومثله: (كتاب اللَّه) و (صنع اللَّه)، بمنزلة كَتَبَ اللَّه، وصَنَعَ اللَّه، وقيل: نصب على القطع، عن الكسائي، وقيل: نصب على التفسير.
  «بعضكم» رفع لأنَّهُ ابتداء و «من بعض» خبر.
  وسيئات فيعلات، وأدغمت الياء التي في السيئة في الواو؛ لأن أصلها سيوية فقلبت الواو ياء ثم أدغمت في الياء بعدها.