التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب 199}

صفحة 1437 - الجزء 2

  · اللغة: الخشوع: الخضوع بالخلال الظاهرة في الأطراف من الهدى والصمت، وأصله من السهولة من قولهم: الخُشْعَة، وهي سهولة في الرمل كالربوة. والخاشع من الأرض الذي لا يهتدى له؛ لأن الرمال سهولتها تعفي آثارها. والخشوع: التذلل خلاف التعصب.

  · الإعراب: نصب «خَاشِعِينَ» على الحال من الضمير في (يؤمن)، وهو عائد إلى (من) وقيل:

  حال من الضمير في (ما أنزل إليهم)، والأول أحسن.

  · النزول: قيل: لما صلى النبي ÷ على النجاشي قال المنافقون: إنه يصلي على علج نصراني، فنزلت الآية، وروي أن جبريل نعاه إلى رسول اللَّه ÷ فخرج إلى البقيع، وقال لأصحابه: «اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم»، قالوا: ومن هو؟ قال: «النجاشي»، وكشف له أرض الحبشة حتى رأى سرير النجاشي وصلى عليه، وكبر أربع تكبيرات عن ابن مسعود وابن عباس وأنس وقتادة وابن جريج.

  وقيل: نزلت الآية في أربعين من أهل نجران، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم، وكانوا على دين عيسى ثم آمنوا بمحمد عن عطاء.

  وقيل: نزلت في عبد اللَّه بن سلام وأصحابه عن ابن زيد.

  وقيل: نزلت في مؤمني أهل الكتاب عن مجاهد.

  · المعنى: لما تقدم وصف أهل الكتاب بيّن أن منهم طائفة قائمة بالحق، فقال تعالى: «وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكتَابِ» يعني اليهود والنصارى «لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ» أي منهم طائفة تقر بتوحيد اللَّه وعدله ورسله «وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ» أيها المؤمنون وهو القرآن والإسلام «وَمَا