قوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا 3}
  اليتيم عن ماله، فشكوا ذلك إلى النبي ÷ فأنزل اللَّه تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} عن الحسن، قيل: إنه نسخ، وقيل: إنه نهي عن تناول مالِهِم على سبيل الظلم، فهو تخصيص، وقيل: بين تعالى وقال: «وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ» ثم قال: «وَابْتَلُوا الْيَتَامَى» ثم قال: «وَآتُوا الْيَتَامَى» وأمر في جميع الأحوال في مالهم بالعدل دون الجور.
قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ٣}
  · القراءة: قرأ العامة «تُقْسِطُوا» بضم التاء، وعن النخعي بفتحها، فالأول من الإقساط وهو العدل، والثاني من القِسْط وهو العدل أيضًا، ويحتمل أن يكون من الجَوْر وجعل (لا) زيادة، فيصح الكلام.
  وقراءة العامة «ما طاب»، وعن إبراهيم بن أبي عبلة «من طابت» ف (ما) لما لا يعقل، و (مَنْ) لمن يعقل، فمن قرأ (ما) قيل: أراد به الجنس، تقول: ما عندك؟ فتقول: رجل وامرأة عن أبي العباس، وقيل: إنه بمعنى المصدر أي انكحوا من النساء الطيب أي الحلال عن الفراء، وقيل: (ما) بمعنى (مِنْ)، وقيل: رده إلى الفعل يعني فانكحوا النكاح الذي يحل لكم من النساء، تقديره: فانكحوا النساء نكاحًا طيبًا عن مجاهد.
  وقراءة العامة «طاب» بالتفخيم، وعن الأعمش بالإمالة، وروي أن في مصحف أبي هو بالياء لأن أصله الياء من الطيب.
  وقرأ الحسن وأبو جعفر «فواحدةٌ» بالرفع والباقون بالنصب، فالنصب على تقدير وانكحوا واحدة، وقيل: ولتكن واحدة، فهو خبر كان، والرفع على تقدير: فواحدة كافية، أو يكفيكم واحدة.