قوله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا 4}
  و (من) قيل: للتبعيض أي من بعض مهرها، وقيل: للجنس.
  ويقال: لم وَحَّدَ الهناء وهو النفس ههنا، وجمع في قوله: (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا)؟
  قلنا: إنما وحد ههنا لدلالته على معنى الجمع في (طبن)، من غير احتمال فجرى مجرى عشرين درهمًا، وجَمَعَ أعمالاً؛ لئلا يوهم أنه عمل يضاف إلى الجميع كما يضاف القتل إلى جماعة رضوا به ومالوا [إليه]، وقيل: نقل الفعل من النفوس إلى أصحابها فخرجت النفس مفسرة، ولذلك وحده كقوله: ضاق به ذرعًا، وقال بعض نحاة الكوفة: لفظه واحد. ومعناه الجمع، وعن بعض البصريين أنه أراد بالنفس الهوى، والهوى مصدر، والمصادر لا تجمع.
  · النزول: قيل: كان الولي يتزوج وليته ولا يعطيها مهرها، فنهوا عن ذلك فنزلت الآية عن الكلبي وأبي صالح، وعلي هذا هو خطاب للأولياء.
  وقيل: كان الرجل يزوج أخته من الرجل ليزوجه أخته على أن لا مهر بينهما، وهو الشغار فنهوا عن ذلك، ونزلت فيه الآية.
  وقيل: نزلت في وجوب المهر.
  · المعنى: لَمَّا بين إباحة النكاح، وبين عدد المنكوحة، بين الصداق ليعلم أن النكاح لا يخلو من صداق، فقال تعالى: «وَآتُوا» أي أعطوا «النّسَاءَ» قيل: بأنه خطاب للأزواج بأن يعطوا مهور نسائهم عن سعيد بن جبير وإبراهيم وعلقمة وقتادة وابن زيد وأبي علي وأبي مسلم، وقيل: خطاب للأولياء لئلا يمنع وليته ما يأخذ من المهر عن أبي صالح «صَدُقَاتِهِنَّ» مهورهن، وذلك يكون المسمى أو مهر المثل، وهذا في المدخول بها،