التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا 5}

صفحة 1457 - الجزء 2

  · النزول: روي أن رجلاً دفع ماله إلى امرأته، فوضعته في غير الحق فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، وقيل: نزلت في أموال الصبيان والمجانين.

  · المعنى: لما أمر تعالى فيما تقدم بدفع مال اليتامى إليهم، وكان يجوز أن يظن أنه يدفع إليهم في حال اليتم بين في هذه الآية جماع من لا يدفع إليه المال قال تعالى: «وَلاَ تُؤْتُوا» تعطوا «السُّفَهَاءَ» قيل: النساء والصبيان عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن والسدي والضحاك وقتادة والشعبي، وقيل: السفيه مِن وَلَدِك عن ابن عباس وابن زيد والزهري، وقيل: كل من يستحق صفة سفيه في المال مِنْ محجور عليه وغيره، وقيل: النساء عن مجاهد، وقد جاء جمع فَعِيلَة فُعَلاء كفقيرة وفقراء، إلا أن فَعِيلا أكثر وأغلب، وقيل: هو مال اليتيم يكون عندك فلا تعطه حتى يبلغ عن عكرمة «أَمْوَالَكُمُ» وإنما أضاف المال إليه؛ لأنه أراد الجنس كقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وقيل: أضافه إليه لأنه المدبر له القيم به، وروي عن النبي ÷: «اتقوا اللَّه في الضعيفين: اليتيم والمرأة» وقيل: السفهاء من لا عقل لهم، فنهى أن يدفع إليهم أموالهم؛ لأنه يؤدي إلى التضييع «الَّتِي جَعَلَ اللَّه لَكُمْ قِيَامًا» أي قوام عيشكم التي تعيشون به، وملاك أمركم فلا تدفعوه إلى السفهاء، وقيل: به يقام الحج والجهاد وأعمال البر، وبه تفك الرقاب عن الضحاك، وقيل: أموالكم التي تقومون بها قيامًا «وَارْزُقُوهُمْ» قيل: أطعموهم «وَاكْسُوهُمْ» قيل: خطاب للآباء بإنفاق مالهم عليهم وحفظه لهم، وقيل: خطاب لكل من يلزمه نفقة غيره وحفظ ماله وكسوته لسفهه، ومعناه لا تدفعه إليه فيضيع، ولكن أَمْسِكْ، وكن أنت الذي تنفق عليه وتكسوه «فِيهَا» قيل: معناه منها، وقيل: معناه جعل لهم فيها رزقا «وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا» قيل: عِدةً جميلة بالبر والصلة عن مجاهد وابن جريج، وقيل: عدة جميلة إن صلحوا