قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا 9}
  وتدل الآية على أن من مَلَّكَ غيره شيئًا بهبة أو صدقة فقد رزقه؛ لذلك قال: «فَارْزقُوهُمْ» خلاف ما يقوله الْمُجْبِرَة في الرزق.
قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٩}
  · القراءة: قرأ حمزة وخلف «ضعافًا» بكسر العين قليلاً دلالة على الياء، وروي عن حمزة بفتح العين والتفخيم، وهو قراءة سائر القراء.
  · اللغة: الخشية: الخوف، ورجل خَشْيان، وقيل: الخشية بمعنى العلم.
  والذرية قيل: وزنها فُعْلِيَّة منسوبة إلى الذر عن الزجاج، وقيل: فُعُّولة على تقدير ذُرُّورة، إلا أن الراء الأخيرة قلبت ياء ثم أدغمت، ويجوز ذِرية بكسر الذال لأجل الكسرة، وقيل: الياء المشددة نحو عِصِيٍّ، والضم أجود للفصل بالراء الساكنة.
  والسديد أصله سد الخلل من سَدَدْتُه أسده سدًا، والسداد: الصواب بسده خلل الفساد، والسديد من القول السليم من الفاسد.
  والضعاف جمع ضعيف وهو نقصان القوة.
  · الإعراب: اللام في قوله: «وليخشَ» لام الأمر، وهو الغائب كقولهم لِيَضْرِبْ زيد، وعلامة الجزم سقوط الياء، (ليخش) يقتضي مفعولاً، وهو مضمر. وقوله: «فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ» معطوف عليه، وتقديره: ليخش اللَّه ولْيَقُلْ قولاً سديدًا، وقيل: تقديره ليخش الموصي إذا ترك ذرية ضعافًا وليتق اللَّه ولا يوصي بأكثر من الثلث.