التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا 9}

صفحة 1470 - الجزء 2

  «قولاً» نصب على المصدر، و (سديدا) نعته.

  · النزول: قال أبو علي: بلغني أنها نزلت في قوم كانوا إذا حضورا الموصي وله ذرية ضعفاء قالوا: أوص لفلان بكذا، ولفلان بكذا حتى يستغرق المال، فنهوا عن ذلك.

  · النظم: قيل: إنه معطوف على قوله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ» فأمر بالتقوى، ثم فسر ذلك بما بين من الأحكام، ثم قال عطفًا عنى ما تقدم: «وليخش» وهو التقوى وإن اختلفا في اللفظ فقد اتفقا في المعنى عن أبي مسلم.

  وقيل: لما أمر بقسمة التركة حذر في ذلك ما يجحف بحق الميت في الوصية، أو الورثة في زيادة الوصية، فيتصل بقوله تعالى: «لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ» الآية.

  وقيل: أمر بالقول المعروف فنهى عن خلافه، وأمر بالقول السديد في حق الميت والورثة.

  وقيل: لما أمر بإيتاء ذي القربى واليتامى نهى من حضر الميت أن يحثه على حرمانهم.

  وقيل: إنه يتصل بما تقدم من الأمر في باب اليتامى، أي: وليخش الَّذِينَ يلون اليتامى.

  · المعنى: اختلفوا في المعني بالآية، والمأمور بالخشية والتقوى على أقوال: قيل: هو خطاب لمن يحضر الميت عند الوصية فيحضه على الوصية بما يجحف بالورثة بأن يقول: انظر لنفسك فإن أولادك وورثتك لا يغنون عنك شيئًا أعتق تصدق واجعل كذا، حتى يأتي على التركة، فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يأمروه أن يبقي لورثته ولا يزيد وصيته على الثلث، كما لو كان هذا القائل هو المُوصَي فإنه يسره أن يحثه مَنْ حَضَرَهُ