قوله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا 10}
  وقيل: نزلت في المشركين الَّذِينَ كانوا لا يورثون اليتامى أموالهم، وكانوا يأكلونها بغير حق.
  وقيل: نزلت في الأوصياء والحكام والقائمين بأمور اليتامى.
  · المعنى: ثم عقب ذكر اليتامى بالوصي في أكل مالهم، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ» قيل: الأولياء، وقيل: الأوصياء والحكام «يأكلونَ» قيل: خص الأكل بالذكر وإن كان سائر التصرفات كالأكل في المنع؛ لأنه معظم التصرف والمنافع، وقيل: لأن عامة مال اليتامى في ذلك الوقت كان الأنعامَ التي يؤكل لحمها ويشرب لبنها فخرج الكلام على عادتهم، وقيل: لأن عادتهم أنهم يقولون فيمن أنفق ماله على وجوه خير أو شر: قد أكل ماله، والمراد سائر وجوه الإنفاق، ذكره القاضي «أَمْوَالَ الْيَتَامَى» الذي لا أب لهم، وخصهم بالذكر لضعفهم واحتياجهم إلى القوام بأمرهم «ظُلْمًا» يعني حرامًا بغير حق «إِنَّمَا يأكلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا» فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: أن ذلك يؤديهم إلى النار والعقاب، كما يقال: هذا الموت أي يؤدي إليه.
  الثاني: أن غير ما يأكلون يصير نارًا في بطونهم فيعذبون لقوله: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}.
  الثالث: أن آكل مال اليتيم ظلمًا يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه وعينه وأنفه، يعرفه من رآه بأنه آكل مال اليتامى عن السدي.
  «وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا» يعني يدخلون النار ويعاينون حرها، ويعذبون فيها، وبضم الياء يحرقون بالنار.