التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم 13 ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين 14}

صفحة 1488 - الجزء 2

قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٣ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر «نُدْخِلْهُ» بالنون في الحرفين على التفخيم، والباقون بالياء، وهو الاختيار؛ لأنه على ما تقدم من لفظ الغائب.

  · اللغة: الحد: الحاجز بين الشيئين والفاصل بينهما، ومنه حدود الدار، والحد: المنع وهو الأصل، ويُقال: حددت فلانًا منعته، ومنه سمي البواب حدادًا لمنعه من الدخول، قال النابغة:

  قُمْ فيِ الْبرَيَّةِ فاحْدُدها عَنِ الَفنَدِ

  ومنه الحدود؛ لأنه يمنع من ارتكاب المحظورات.

  والتعدي: مجاوزة الحد.

  والخلود: الدوام، ومنه جنة الخلد.

  والمهين: من الإهانة، وهو الإذلال.

  · الإعراب: «يُطِعِ» كسرت العين لاجتماع الساكنين، وفي نصب «خَالِدًا» وجهان: قيل: حال