قوله تعالى: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم 25}
  الْمُحْصَنَاتِ» كلها بكسر الصاد، وقرأ الباقون بالفتح في جميع ذلك، وروي عن ابن كثير مثل قراءة الكسائي، فالفتح معناه ذوات الأزواج، والكسر معناه الحرائر والعفائف.
  وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم «أَحْصَنَّ» بفتح الألف، والباقون بضمها، فالضم معناه زُوِّجْن، والفتح معناه أسلمن، وقيل: حفظن فروجهن.
  · اللغة: الاستطاعة: القدرة، استطاع يستطيع استطاعة، فهو مستطيع، واسطاع أيضًا، ومنه: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ٨٢}.
  والطَّوْلُ: الفضل، ومنه: {ذِى الطَّولِ} وأصله الطُّولُ خلاف القصر، فالطَّوْلُ: الغنى؛ لأنه كالطُّول في أنه ينال به معالي الأمور، والتطول: الإفضال بالمال، والتطاول والاستطالة: الترفع على الناس، وطال فلان على فلان فضل عليه في القدرة، وطالت طولك وطيلك أي مدتك، قال الشاعر:
  إنَّا مُحَيُّوك فاسْلَمْ أيها الطلَلُ ... وإِنْ بُلِيتَ وإنْ طَاَلَتْ بك الطُّوَلُ
  ويروى الطيل.
  والفتى: الشاب، والفتاة: الشابة، والفتاة: الأمة وإن كانت عجوزًا؛ لأنها كالصغيرة في أنها لا توقر توقير الحرة، والفتوة: حالة العزة والحداثة.
  والخِدن: الصديق، وقال أبو مسلم: القرين، ويقال: خدن الرجل وخدينه، وجمع خدن أخدان نحو ترب وأتراب، والمذكر والمؤنث يجريان في ذلك على لفظ واحد في الجمع والإفراد.
  والعنت: الجهد والشدة عن أبي مسلم، وقيل: أصله من عَنِتَتْ الدابة تَعْنَتُ عَنَتًا إذا غمز فاضطرب مشيه، ويُقال: أَعْنَتَنِي فلان؛ نالني بمضرة تعنتني.