التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما 32}

صفحة 1536 - الجزء 2

  · القراءة: قرأ ابن كثير والكسائي: «وسَلُوا اللهَ» بغير همز، وفتح السين إذا كان أمرًا من السؤال، وقبله واو أو فاء، وهو اختيار أبي حاتم وخلف بن هشام، والباقون بالهمز كل القرآن. أما الأول فنقلوا حركة الهمزة إلى السين، واستغني عن ألف الوصل فحذفها. وأما الثاني فعلى الأصل، واتفقوا في قوله: «وليسألوا» أنه بالهمز؛ لأنه أمر لغائب.

  · اللغة: التمني والتشهي من النظائر غير أن التمني يدخل في الماضي والمستقبل، والشهوة لا تكون إلا للمستقبل، فهو في ذلك كالإرادة؛ ألا ترى أنك تتمنى الولد فيما مضى، ولا تشتهي إن شربت وإنما تشتهي أن تشرب، والتمني من جنس الأقوال عند أبي. علي، وهو قولهم: ليت كان كذا، وهو قول أبي هاشم وذكره أهل اللغة في أقسام الكلام، وربما مر في كلام أبي هاشم أنه معنى في النفس يطابق هذا القول.

  · الإعراب: «ولا تتمنوا» جزم على النهي «ما فضل» محله نصب.

  · النزول: قيل: أتت وافدة النساء إلى رسول اللَّه، ÷ فقالت: رَبُّ الرجال والنساء واحد، وأنت رسول إلينا وإليهم، وأبونا آدم وأمنا حواء، فما بالنا اللَّه يذكر الرجال ولا يذكرنا؟ فنزلت الآية. وروي أنهم قالوا: وقد سبقنا الرجال بالجهاد فما لنا؟

  فقال، ÷: «إن للحامل منكن أجر الصائم القائم، فإذا ضربها الطلق لم يدر أحد ما لها من الأجر، وإن أرضعت كان لها بكل مصة أجر نفس يحييها».