التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا 33}

صفحة 1538 - الجزء 2

  لأجل شيء، وقيل: للرجال نصيب مما اكتسبوا بالتجارة والزراعة وسائر المكاسب، وللنساء نصيب من المهور والنفقة والمتعة، فينبغي أن يرضى كل واحد بما قسم له ولا ينظر إلى نعيم غيره، فلا تحاسدوا حرصًا على الدنيا، وقيل: ليس كل ما يملكه واجبا للورثة بل لهم نصيب يوصون به في صلة الرحم وسبيل الخير عن أبي مسلم «وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ» يعني إن احتجتم إلى مال غيركم فسلوا اللَّه الذي لا ينفعه المنع ولا يضره الدفع، وقيل: لأنه القادر على خلق النعم، ومَنْ هذا حاله في القدرة والغنى يجبب أن يُسْأَل دون غيره «إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمًا» يعني عليم بعباده وما يصلحهم، فقسم الأرزاق والمنازل على حسب المصالح.

  · الأحكام: تدل الآية على أن في التمنى ما يقبح، والمتمني ربما يصل إلى ما تمنى وربما لا يصل، لكن أهل الجنة لا بد أن يصلوا.

  وتدل على أن تمني ما لغيره مما أعطاه الله من المال والولد يقبح للوجوه التي ذكرنا.

  وتدل على وجوب الرضا بما آتاه اللَّه تعالى، وأنه متى احتاج أن يسأل اللَّه، واختلفوا في قوله: «وَلاَ تَتَمَنَّوْا» فقيل: هو نهي تحريم عن أكثر العلماء، وذكر الفراء أنه نهي أدب وتنزيه، وهذا عدول عن الظاهر، فلا يصح.

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ٣٣}

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «عَقَدَتْ» بغير ألف وبالتخفيف، وقرأ الباقون