التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا 33}

صفحة 1539 - الجزء 2

  بالألف والتخفيف «عاقدت»، وعن أم سعد بنت سعد بن الربيع: «عَقَّدَتْ» بالتشديد بغير ألف؛ يعني أكدت ووثقت، وعقدت إضافة للعقد إلى واحد، والاختيار عاقدت لدلالة المفاعلة على عقد الحلف باليمين من الفريقين.

  · اللغة: المولى على وجوه: المعتَق، والمعتِق، والعصبة، وابن العم، والحليف، والمُوالي، وأصله من ولي الشيء يليه ولاية، وهو للاتصال من غير فاصل، ويسمى الورثة موالي؛ لأنهم أولى بالميراث.

  والمعاقدة: المعاهدة بين اثنين.

  والأيمان: جمع يمين، وهو اسم يقع على القَسَم والجارحة والقوة، والأصل فيه الجارحة؛ وذلك أنهم كانوا يضربون صفقة البيع بأيمانهم، فيأخذ بعضهم يد بعض على الوفاء والتمسك بالعهد ويتحالفون عليه، ثم سمي القسم أيمانًا، قال الشاعر:

  تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِاليمينِ

  أي بالقوة.

  · النظم: يقال: بأفي شيء يتصل «مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ» وما الفاصل فيه؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: يتصل ب (موالي) على جهة الصفة والعامل تقديره: موالي فيما خلف.

  الثاني: يتصل بمحذوف تقديره: يعطون مما ترك.

  ويقال: ما محل: «وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ» من الإعراب؟