قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا 36}
  يجب من النفقة وغيرها، وقيل: المنقطع إليك رجاء خيرك عن ابن عباس بخلاف وابن جريج وابن زيد، وقيل: هو الجار الذي يخدمك، وقيل: هو جار البيت قريبًا كان في النسب أو بعيدًا عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: هو محمول على كل ذلك؛ إذ لا تنافي، وهو الوجه «وَابْنِ السَّبِيلِ» أي صاحب الطريق، قيل: هو المسافر عن مجاهد والربيع، والإحسان إليه إيواؤه ومعونته وإعطاء حقه، وقيل: الضيف عن قتادة والضحاك «وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» قيل: عبيدكم وإماؤكم، وذكر اليمين تأكيدًا، كما يقال: مشت رجلك وبطشت يدك، وقيل: كل حيوان مملوك، والإحسان إليهم: النفقة عليهم وحسن العشرة معهم، وألّا يكلفوا إلا ما يسهل عليهم «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَان مُخْتَالاً فَخُورًا» قيل: الصَّلِفُ التّيَّاهُ، وقيل: المختال لا يألف الناس لما يرى لنفسه من الفضل، فنهى عن التعظيم وخصه بالذكر؛ لأنه يأنف من أقربائه وجيرانه إذا كانوا فقراء لكبْره وتطاوله، فخور يفتخر على عباد اللَّه بماله وحاله تكبرًا ولا يشكر اللَّه.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب عبادته تعالى مخلصًا، وحذّر عبادة غيره فيدخل فيه أنواع الشرك.
  وتدل على وجوب الإخلاص، وتدخل فيه العبادات العقلية والشرعية.
  وتدل على وجوب حق الوالدين والمذكورين في الآية وأن لكل واحد منهم حقًا يجب على الإنسان مراعاته.
  وتدل على ذم المختال الفخور ففيه تنبيه على وجوب التمسك بالتواضع، وقد حرم التخيل إلا في الحرب فإنه أبيح هناك استخفافا بالكفار، وفي غير الحرب هو استخفاف بالمؤمنين فيحرم.
  وتدل على قبح الفخر إذا تطاول به على غيره، ولهذا قال ÷: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر».