قوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا 37}
  · النزول: قيل: نزلت في اليهود؛ إذ بخلوا بما أعطوا من الرزق، وكتموا ما أوتوا من العلم بصفة محمد ÷ عن ابن عباس ومجاهد والسدي وابن زيد.
  وقيل: نزلت في كل من كان بهذه الصفة، وعن سعيد بن جبير: هذا في العلم ليس في الدنيا منه شيء.
  وقيل: نزلت في جماعة من اليهود: حيي بن أخطب وغيره، وكانوا يأتون الأنصار ويقولون: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر، ولا تدرون ما يكون، فنزلت الآية فيهم عن ابن عباس وابن زيد.
  · المعنى: ثم وصف اللَّه من تقدم ذكره بالمختال الفخور، فقال تعالى: «الَّذِينَ يَبْخَلُونَ» قيل: المانع ما وجب عليه من الصدقات والزكوات وغيرها مما تقدم ذكره عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: مَنْ مَنَعَ سائله من فَضْل ماله الذي آتاه اللَّه، وقيل: هم اليهود بخلوا ببيان صفة النبي ÷ على ما في كتبهم فلم يبينوه عن ابن عباس ومجاهد والسدي والأصم، وقيل: بخلوا ببيان أن الإسلام هو الحق «وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ» قيل: يأمرون الأنصار بترك الإنفاق على رسول اللَّه ÷ عن ابن عباس وابن زيد، وقيل: يأمرون بكتمان الحق، وقيل: يأمرون بمنع الزكاة والحقوق الواجبة عن أبي علي وأبي مسلم «وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ» قيل: النبوة عن ابن عباس والأصم، وقيل: من المال فلا يعترفون بنعم اللَّه عن أبي علي، وروي عن النبي ÷: «إذا أنعم اللَّه على عبده نعمة أحب أن يرى أثر نعمه على عبده»، «وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ» يعني من تقدم ذكرهم، ووصفوا بالكفر لكتمان نعم اللَّه تعالى عن أبي علي وأبي القاسم، وقيل: بجحدهم نبوة النبي ÷ وكتمانهم صفته، وإنما الكفر هو الستر، فهم بالجحود كأنهم ستروا الحق، «عَذَابًا مُهِينًا» يعني عذاب جهنم يعاقبون فيها ويهانون.