قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا 49 انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا 50}
  وقيل: لما قالت اليهود: نحن أبناء اللَّه وأحباؤه، لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا كذبهم اللَّه، وأنزل هذه الآية عن الحسن والضحاك وقتادة ومقاتل والسدي.
  وقيل: كانوا يقدمون أطفالهم في الصلاة يزعمون أنه لا ذنوب لهم فذلك التزكية عن مجاهد وعكرمة.
  وقيل: كانوا يقولون: آباؤنا وأبناؤنا يشفعون لنا ويزكوننا، فنزلت الآية عن ابن عباس.
  وقيل: هو تزكية بعضهم بعضًا، كان يزكي بعضهم بعضًا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية تكذيبًا لهم عن ابن مسعود.
  · المعنى: ثم بين تعالى تعجبًا منهم أنهم مع أفعالهم الخبيثة، وكفرهم وتحريفهم الكتاب يزكون أنفسهم فقال تعالى: «أَلَمْ تَرَ» قيل: أراد ألم تعلم، وقيل: أراد به رؤية العين، وقيل: معناه التعجيب، ألم تتعجب من هَؤُلَاءِ اليهود «إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ» يمدحون أنفسهم، ويصفونها بالتزكية قيل: ذلك قولهم: نحن أبناء اللَّه وأحباؤه، ولن يدخل الجنة إلا من كان هودًا عن الحسن والضحاك وابن جريج، وقيل: هو قولهم:
  آباؤنا يشفعون لنا، وقيل: هو تزكية بعضهم لبعض، وإنما قال: «أَنفُسَهُمْ» لأنهم على دين واحد، فكانوا كنفس واحدة «بَلِ اللَّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ»، وبين أن التزكية إليه، يزكي من يشاء، قيل: يصفه بالخير، فيكون على ما وصف، وقيل: يطهره بالتوفيق فيطهر، واليهود ليسوا كذلك، وقيل: يعمل عمله فيصير زكيًا، وقيل: لا، وقيل: أراد أنه يزكي ولا يزكي اليهود بل يعذبهم «وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً» يعني لا يظلمون في تعذيبهم وترك تزكيتهم، ولا يظلمون قليلاً ولا كثيرًا، وقيل: من يزكيه نزله هذه المنزلة، ويعطيه ما يستحقه من الثواب، ولا ينقص عمله شيئًا عن أبي علي، وذكر الفتيل