قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا 51}
  · اللغة: الجبت: لا تصريف له في العربية، وعن سعيد بن جبير: أنه الساحر بلغة الحبشة، وهذا يحمل على موافقة اللغتين، أو على أن العرب أدخلتها في لغتها، فصارت لغة لهم؛ لأنه ليس في القرآن شيء ليس في لغة العرب، على أن هذا اسم، ومن الأسماء ما لا يكون له تصريف.
  فأما الطاغوت فقيل: وزنه فعلوت عن علي بن عيسى، وقيل: فَلَعُوت عن أبي مسلم، وأصله من الطغيان، يقال: طغا يطغو طغيانًا، قال الخليل: هو من طغى، ونظيره: رهبوت ورحموت، وقلبت اللام إلى موضع العين، كما يقال: شاكٍ في موضع شائك، وهذا التغيير لا يقاس عليه، ولكنه يحمل على النظير دون ما ليس له نظير.
  والسبيل: الطريق، وسمي الدين سبيلاً؛ لأنه يؤدي إلى الغرض المطلوب، كما أن السبيل يؤدي إليه.
  واللعن: الإبعاد من رحمة اللَّه تعالى، ولذلك لا يجوز لعن البهائم.
  · الإعراب: يقال: لم لم يعرب (أولئك) إذا جمع كما أعرب (هذان) إذا ثني؟
  قلنا: لأن تثنية هذا على واحِدِهِ، وجمع (أولئك) لم يكن على واحده، وإنما واحده (ذا) في المعنى، كما أن واحد نسوة امرأة.
  ويُقال: لم دخل هاء التنبيه على (أولاء)، ولم يدخل على (أولئك)؟
  قلنا: لأن في حرف الخطاب تنبيهًا للمخاطب؛ إذْ كان الكاف حرف تنبيه، فصار معاقبًا لهاء التنبيه في الاستعمال.
  «سبيلاً» نصب على التمييز.
  · النزول: قيل: خرج كعب بن الأشرف إلى مكة في سبعين راكبًا من اليهود قَبْلَ أحد