قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما 54 فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا 55}
  واسَتَعَرت النار والحرب والشر استعارًا، وأسعرتها إسعارًا، وسعرتها سعيرًا، والساعور كالتنور في الأرض، وصرف سعير من مسعور للمبالغة في الصفة، كما يقال: كف خضيب ولحية دهين، وتركه علامة التأنيث؛ لأن دخولها فيما ليست له لما كانت للمبالغة نحو رجل علامة.
  · الإعراب: الضمير في (صد عنه) قيل: يعود على النبي ÷، وقيل: على إبراهيم لتقدم ذكره.
  فزيدت الباء في جهنم لتأكيد الاختصاص.
  وسعيرًا، تقديره: كفى بجهنم من سعير، فلما حذفت (مِن) نصبت سعيرًا، وقيل: نصبه على التفسير.
  · النزول: قيل: إن اليهود قالوا: لو كان نبيًا لشغله أمر النبوة عن النساء، وحسدوه بكثرة نسائه، وعابوه فكذبهم اللَّه تعالى، وأنزل هذه الآية، وأخبرهم بما كان عند سليمان بن داوود من النساء، وأقرت اليهود أنه كان عند سليمان ألف امرأة، وعند داود مائة امرأة فسكتوا.
  · المعنى: ثم بين ما في اليهود من الحسد مع سائر أخلاقهم الذميمة وأفعالهم الخبيثة، فقال تعالى: «أَمْ» قيل: معناها للإنكار وإن كان لفظه استفهامًا، وقيل: معناها (بل)، وإذا حمل على بل كان ردًا عليهم فيما فضلوا المشركين على المؤمنين، وفي ادعاء النصيب من الملك، وإخبارًا بأن ما يقولونه ويفعلونه كل ذلك حسدًا للنبي ÷ والمؤمنين عن أبي مسلم، وتقديره بعد الحكاية عنهم: بل كذبوا فيما زعموا، وإنما زعموا ذلك حسدًا «يَحْسُدُونَ» يعني اليهود تمنوا زوال ما أعطاه اللَّه نبيه عداوة منهم له «النَّاسَ» فيه ثلاثة أقوال: