قوله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما 56 والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا 57}
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «فَقَدْ آتَينَا آلَ إِبْرَاهِيمَ» بما قبله؟
  قلنا: على تقديره: إن حسدوك يا محمد على ما آتاك اللَّه من فضله، فكيف لا يحسدون آل إبراهيم وقد آتاهم الكتاب والنبوة، وقيل: إذ حسدوه على نعم اللَّه عليه فليس هذا بأول نعمة مني على إبراهيم، فقد أعطيناهم الملك والنبوة.
  ويقال: كيف يتصل قوله: «فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ به» بما قبله؟
  قلنا: من حمله على أمة إبراهيم، وأن منهم من آمن بإبراهيم، فوجه الاتصال ظاهر، ومن حمله على النبي ÷، وأن من اليهود من آمن به، فوجه الاتصال أنهم - مع هذا الحسد وغيره من أفعالهم - منهم مَن آمن به ومنهم من صد عنه.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الحسد مذموم، وقد بينا ذلك والفرق بينه وبين الغبطة.
  وتدل على تسلية للنبي ÷ والمؤمنين بأنهم إن كذبوه فقد فعلوا مثل ذلك مع إبراهيم #.
  وتدل على غاية العذاب عذاب جهنم.
  وتدل على أن النعم على الآباء تعد نعمًا على الأبناء، فلما كان النبي ÷ من ولد إبراهيم، وكان أعطاه ما أعطاه لا يمتنع أن يعطيه أيضًا فيجتمع له الشرفان.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ٥٦ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ٥٧}
  · القراءة: قراءة العامة: «نُصْلِيهِمْ» بضم النون من أَصْلَيْتُهُ النار إصلاءً إذا ألقيته فيها، وعن حميد ابن قيس بفتح النون من صليته صليًا، أي يشويهم، يقال: شاة مَصْلِيَّة، أي مشوية.