قوله تعالى: {وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}
  الصغيرة، وقال أبو بكر الإخشيد: لأنه أضر بنفسه بما فعل من القبيح من غير استحقاق ولا عوض، قال أبو على: لأنه يجب عليه أن يتوب كلما تذكره، والأوجه الأول.
  · الإعراب: يقال: ما موضع «فَتَكُونَا» من الإعراب؟
  قلنا: فيه قولان:
  أحدهما: أن تكون الفاء جواب النهي، فيكون موضعه نصبًا.
  والثاني: أنْ تكون الفاء عطفًا على النهي، فيكون موضعه جزمًا، وكلاهما محتمل، والأول أظهر.
  ويقال: بأي شيء انتصب الجواب بالفاء؟
  قلنا: بإضمار «أَنْ» كأنه قال: لا يكن منكما قرب بأن تكونا، وتقديره: لا يكن قرب فتكونَ من الظالمين.
  ويقال: لم قال: «وَزَوْجُكَ» على لفظ التذكير، والمعنى مؤنث؟
  قلنا: لأنه لما كانت الإضافة تلزم الاسم في أكثر الكلام كانت مبينة له، وكانت بطرح الهاء أفصح؛ إذ كانت أخف مع الاستغناء بدلالة الإضافة عن دلالة هاء التأنيث، وحكى الأصمعي أنه اختار ترك الهاء، وذكر أن أكثر كلام العرب عليه، وقال الكسائي: أكثر كلام العرب بالهاء، واختار المبرد قول الأصمعي، وهو الاختيار؛ لأن القرآن كله عليه.
  يقال: لم بُنِيَ (حيث) على الضم؟
  قلنا: لأنه يشبه الغاية، فبني على الضم، نحو: مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.