قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا 69 ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما 70}
  وتدل على أن التمسك بالعبادة يزيد المرء تثبيتًا وسكون نفس؛ لأنه تعالى يلطف له.
  ويدل قوله: «وَلَهَدَيْنَاهُمْ» أن الهدى قد يكون إلى الجنة وإلى الثواب خلاف قول الْمُجْبِرَة: إنه خلق الإيمان.
قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ٧٠}
  · اللغة: الصديق: المداوم على ما يوجبه التصديق بالحق، وقيل: الصديق الذي عادته الصدق، وكل من غلب على عادته فِعْل، فإذا وصف به نبي جاء على فِعِّيل من ذلك الفعل، يقال للملازم الخمر خِمِّيرٌ، ولملازم السكر سِكِّير، ولملازم الشرب شِريبٌ، ولملازم الشر شِرِّير، وأصل الباب من الصدق خلاف الكذب، والصدق من صفات المؤمنين، ومن عظيم ذلك تصديق الأنبياء، ومنه سمي أبو بكر صديقًا، وعن علي #: (أنا الصديق الأكبر)؛ لأنهما لم يكذبا النبي ÷ قط، والصديق قد يثنى ويجمع فيذهب بها إلى أنه اسم، وقد لا يثنى ولا يجمع؛ لأنه يشبه المصدر نحو: {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}.
  والشهداء: جمع شهيد، وسمي شهيدا؛ لأنه أقام شهادة الحق حتى قتل، وقيل: لأنه من شهداء الآخرة.
  والرفيق: الصاحب وأصله من الرفق في العمل، وهو الارتفاق فيه، ومنه الرفقة الجماعة في السفر لارتفاق بعضهم لبعض.
  · الإعراب: نصب «رفيقًا» قيل: على التمييز، تقديره: حسن أولئك رفيقًا، وقيل: على