التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 81}

صفحة 1647 - الجزء 2

  أَتَوْني فَلَمْ أَرْضَ مَا بَيَّتُوا ... وَكَانُوا أَتَوْنِي بأمْرٍ نُكْرِ

  وبرز فلان فهو بارز، والبَرَاز المتسع من الأمر، وامرأة برزة جليلة تبرز وتجلس للناس، وقال الخليل: رجل برز ظاهر عفيف وأصله من الظهور.

  · الإعراب: رفع «طاعةٌ» على تقدير محذوف، وقيل: أَمْرُنَا طاعة، وقيل: منا طاعة، قال الزجاج: والأول أحسن؛ لأنه أجمع، ويجوز النصب على نطيع طاعة، وإنما ذكر الكناية بلفظ التذكير وإن رجع إلى الطائفة؛ لأنه راعى المعنى، وهم الرجال منهم.

  · النظم: قيل: الآية تتصل بما قبلها بأن أمروا بطاعة الرسول فقالوا: منا طاعة، وأضمروا الخلاف، وقيل: بل يتصل بقوله: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيهِمُ الْقِتَالُ} قالوا أمرك طاعة، وأضمر بعضهم الخلاف، وقيل: لما بين أن ما نالوا من الظفر فبالطاعة، وما نالهم من المصيبة فبعصيانهم قالوا: منا الطاعة.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في المنافقين عن الحسن والسدي والضحاك.

  وقيل: في الَّذِينَ حكى عنهم أنهم يخشون الناس كخشية اللَّه.

  · المعنى: «وَيَقُولُونَ» قيل: المنافقون، وقيل: المسلمون «طَاعةٌ» أي منا طاعة لأمرك «فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ» خرجوا وغابوا عنك «بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ» قيل: غيروا وبدلوا ما يقول بأن أضمروا الخلاف عليك فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه عن ابن عباس وقتادة والسدي، ويكون التبييت بمعنى التغيير والتبديل، وقيل: قَدَّرَ طائفة