قوله تعالى: {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 81}
  عن السدي، تقول على جهة التكذيب عن الحسن، والتبييت بمعنى التقدير، وقيل:
  دبروا ليلاً غير ما أعطوك نهارًا عن أبي عبيدة و [القتبي]، وقيل: زور ومَوَّهَ «وَاللَّهُ يَكْتُبُ» قيل: ما يكتبه في اللوح المحفوظ فيجازون به، وقيل: يكتبه بأن ينزله إليك في الكتاب عن الزجاج، وقيل: يكتب الحفظة بأمره ليجازوا عليه «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ» قيل: عن مكافأتهم فلا تعاقبهم، وقيل: كان هذا في ابتداء الإسلام، ثم نسخ بآية السيف، وقيل: لم ينسخ، ولكن ذلك في المنافقين، وقيل: أعرض عنهم إعراض مستخف لا تبال بهم عن أبي مسلم «وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه» أي فوض أمرك إليه وثق به «وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا» أي حسبك به فيما يأمرك ناصرًا دافعًا عنك، وأصل الوكيل القائم بما فوض إليه من الأمور، وقيل: حفيظًا لما يفوضه إليه من التدبير.
  · الأحكام: تدل الآية على نفاق القوم، وأنهم يقولون بحضرته خلاف ما يبيتون إذا غابوا عنه، وتدل على أن أعمال الخلق مكتوبة، وأن الملائكة تكتبها بأمر اللَّه، وفيه فوائد:
  منها: أنه يكون لطفًا.
  ومنها: ما يحصل عند الغرض من السرور للمؤمن والخزي للكافر.
  ومنها: ما يعلم أهل الحشو أنه لا ظلم على أحد.
  وتدل على أن علم اللَّه تعالى بنفاقهم لا يمنع إجراء أحكام الإسلام عليهم، فتدل على أنه تعالى لا يجازي على علمه في أحكام الدنيا بما يظهر للناس، وأما ما يعتقده ويفعله ولا يطلع عليه أحد فإنه يجازيه به يوم القيامة، وتدل على وجوب الانقطاع إليه تعالى عند المهمات.
  وتدل على أن الطاعة بالقول لا تكفي ما لم ينضم [إليها] طاعة القلب، وتدل على أن قوله حجة.