قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا 85}
  وثانيها: قيل: إنه عموم والمراد أنه الخصوص في موضع رد بأسهم، كما فعل ببدر وحنين وخيبر ونحوها.
  وثالثها: أنه في بني نضير ألقى اللَّه الرعب في قلوبهم فخرجوا من ديارهم من غير قتال.
  ورابعها: أنه أراد به اليهود والنصارى الَّذِينَ قبلوا الجزية.
  وخامسها: أراد أنه يرد بأسهم حتى لا يَغلبوا على دار الإسلام، فوجد كما وعد.
قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ٨٥}
  · اللغة: الشفع خلاف الوتر، تقول: كان فردًا فشفعته، والشفعة في الدار؛ لأنه يشفع ماله بها، والشفيع والشافع الطالب لغيره؛ لأن الطالب يصير به شفعًا.
  الكفل: أصله المركب التي يهيأ كالسرج للبعير من كساء وغيره، وقيل: هو كساء يدار حول سنام البعير، وقيل: هو كساء يعقد طرفاه على عجز البعير ليركبه الرديف.
  والكفل: النصيب؛ لأنه يهيأ لصاحبه كما يهيأ المركب للبعير، وأصل الباب الكفل ردف العجز.
  والمقيت: أصله من قاته يقوته قَوتًا إذا أعطاه ما يسد به رمقه، والقوت: ما يمسك للرمق، والمقيت: المقتدر، وسمي بذلك لاقتداره على ما يمسك رمقه، ويقال: منه أقات الرجل يقيت إقاتة، حكاه الكسائي.
  · النزول: قيل: أراد بالشفاعة الدعاء بالخير والشر، وروي أن اليهود والمنافقين كانوا