قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا 86 الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا 87}
  الجزاء، وقيل: يتصل بقوله: «حسبنا» يعني اللَّه الحسيب وهو الذي لا إله غيره.
  · المعنى: «وِإذَا حُيّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» وقيل: من دعا لكم بخير فادعوا له بمثل ذلك وأحسن منه، وقيل: المراد بالتحية السلام فيجب رد التحية، فالسلام سنة والرد واجب عن جابر والحسن وأبي علي، وقيل: المراد به السلام، يعني من دخل في السلم فاقبلوا منه عن أبي مسلم «بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» قيل: الرد أن يحيية بمثل تحيته، والأحسن أن يزيد عليه كما ورد به الخبر، وهذا في أهل الإسلام خاصة عن عطاء، وقيل: هو عام عن ابن عباس وقتادة وابن زيد، وقيل: هو في أهل الإسلام تحية بأحسن، وفي غير أهل الإسلام يرد مثل تحيته عن الحسن قال: يقول: وعليكم ولا يقول: ورحمة اللَّه وبركاته؛ لأنه لا يجوز الاستغفار للكفار، وروي عن النبي ÷ قال: «لا تبدؤوا يهوديا بالسلام، فإن بدؤوكم فقولوا وعليكم» «إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيء حَسِيبًا» قيل: حفيظًا عن مجاهد؛ لأنه يحصي العمل إحصاء الحافظ الذي لا يشذ شيء منه فيجازي بكله، وقيل: محاسبًا على العمل للجزاء عليه عن أبي علي، وقيل: كافيًا من قولك: أحسبني الشيء كفاني عن أبي القاسم «اللَّه لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ» يعني القادر على اختراع الأشياء لا يقدر عليه غيره «لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ولم يقل: في يوم القيامة، قيل: معناه ليجمعنكم بعد الموت إلى يوم القيامة، فتدل على المنتهى، وقيل: من القبور إلى المحشر يوم القيامة «لاَ رَيبَ فِيهِ» لا شك في الجمع والحشر يوم القيامة، وهو وعيد من اللَّه تعالى وإخبار بأنه وإن خلى بينهم وبين ما يفعلونه من الكفر والنفاق، فهو يجمعهم ويجازيهم بذلك «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّه حَدِيثًا» أي لا أحد أصدق منه؛ لأنه تعالى لا يجوز عليه الكذب.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب رد السلام وأكثر العلماء على أن رد السلام واجب، وإن