التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا 88}

صفحة 1665 - الجزء 2

  «فئتين» نصب على الحال كقوله: ما لك قائمًا، أي ما لك في حال القيام عن سيبويه، وقيل: نصب على خبر (كان) عن الفراء كأنه قيل: لم كنت قائمًا؟

  · النزول: قيل: نزلت في قوم بمكة قدموا المدينة، وأظهروا الإسلام نفاقًا، ثم رجعوا إلى مكة وأظهروا الترك، ثم خرجوا نحو الشام لتجارة، فاختلف المسلمون في قتالهم فنزلت الآية وما بعدها عن الحسن ومجاهد.

  وقيل: نزلت في قوم أظهروا الإسلام بمكة، وكانوا يعينون المشركين على المسلمين، فاختلف ناس من المؤمنين فيهم، وتشاجروا، فنزلت الآية عن ابن عباس وقتادة.

  وقيل: نزلت في الَّذِينَ تخلفوا يوم أحد عن رسول اللَّه ÷، وقالوا {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} الآية.

  فاختلف أصحاب النبي ÷ فيهم فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا نقتلهم فنزلت الآية عن زيد بن ثابت.

  وقيل: نزلت في ناس صلوا وأخذوا أموال المسلمين وانطلقوا بها إلى اليمامة، فاختلف المسلمون فيهم فنزلت الآية عن عكرمة.

  وقيل: نزلت في قوم هاجروا مع النبي ÷ إلى المدينة، ثم ارتدوا واستأذنوا الرجوع إلى مكة لبضائع لهم بها، فاختلف المسلمون فيهم، ومنهم من قال: هم منافقون، ومنهم من قال: هم مؤمنون فنزلت الآية عن مجاهد.

  وقيل: نزلت في قوم أسلموا بمكة فلما هاجر النبي ÷ لم يهاجروا، فاختلف المسلمون فيهم، فنزلت الآية.

  وقيل: نزلت في قوم من أهل المدينة أرادوا الخروج عنها نفاقًا عن السدي.

  وقيل: نزلت في قوم من أهل الإفك عن ابن زيد، وقيل: الدليل على أنهم من أهل مكة قوله تعالى: «فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا».