التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا 90}

صفحة 1681 - الجزء 3

  · الإعراب: (حصرت صدورهم) موضعه من الإعراب فيه ثلاثة أقوال:

  قيل: نصب على الحال بإضمار (قد).

  الثاني أن يكون خبرًا بعد خبر، على تقدير البدل من الشيء، والمعنى مشتمل عليه.

  الثالث: أن يكون على طريقة الدعاء عليهم، كما قال: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٣٠}.

  «سَبِيلاً» نصب ب (جعل).

  · النزول: قيل: نزلت الآية في بني مدلج كان بينهم وبين قريش عهد، فحرم اللَّه من بني مدلج ما حرم من قريش، عن الحسن.

  وقال عكرمة: نزلت في هذال بن عويمر، وسراقة بن مالك بن جعشم، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف.

  وقيل: نزلت في الأسلميين، وذلك أن رسول اللَّه ÷ وادع هلال بن عويمر الأسلمي على أن من لجأ إليهم فله من الجوار مثل الذي لهلال.

  وقال الضحاك عن ابن عباس: أراد بالقوم الَّذِينَ بينه وبينهم ميثاق بني بكر بن زيد بن مناة كانوا في الصلح والهدنة.

  · المعنى: ثم استثنى من جملة من أمر بقتالهم وأخذهم فيما تقدم، فقال تعالى: «إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ» يعني: لا تقتلوا الَّذِينَ يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، وقيل: هم الَّذِينَ