التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما 110 ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما 111 ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا 112}

صفحة 1737 - الجزء 3

  · اللغة: السوء: القبيح الذي يؤخذ به صاحبه؛ لأنه من ساءه يسوءه سوءًا إذا واجهه بقبح يكرهه، ومنه رَجُلُ سوء لأن من شأنه أن يواجه الناس بالمكاره، فأما السيئة فجاءت على نقيض الحسنة.

  و (يجد) أصله من الوجدان وهو الإدراك، يقال: وجدت الضالة وجدانًا إذا أدركتها بعد ذهابها عنك، ووجدت وجودًا علمت، ووجدت وَجْدًا سخطت، ووجدت جِدَةً سعة، والوجود ضد العدم؛ لأنه يظهر بالوجود كظهوره بالإدراك.

  والكسب: فعل يجر به نفعًا أو يدفع به ضررًا؛ ولذلك لا يوصف به تعالى.

  والذنب: القبيح من الفعل يقال: أذنب فهو مذنب.

  والإثم: القبيح الذي عليه تبعة؛ ولذلك يقال للصبي: أذنب ولا يقال أثم.

  والخطيئة تكون ذنبًا بأن يتعمد، وقد يكون خطأ بألا يتعمد.

  والبهتان: أصله من البهت وهو الكذب الذي يجتر به عظيمًا.

  · الإعراب: يقال: لم قال: «يرم به» ولم يقل: يرم بها، وقد تقدم ذكر الخطيئة والإثم؟

  قلنا: لأنه أتى ب (أو) فكان العائد على أحدهما، كقولك: زيد أو عمرو ضربته، ولو قيل: بالواو زيد وعمرو لما جاز إلا ضربتهما، وقيل: الكناية ترجع إلى الإثم؛ لأنه أقرب إليه أو لأنه أهم، كقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في قصة سرقة الدرع على ما تقدم ذكره، وذكر الضحاك عن