التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما 127}

صفحة 1762 - الجزء 3

  والولدان: جمع وليد، وهو الطفل الصغير، عن أبي مسلم.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «وما يتلى» من الإعراب؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: أنه رفع بالابتداء، والخبر محذوف، على تقدير: وما يتلى عليكم في الكتاب مبين له، وما يتلى هو ما في السورة من الأحكام في المواريث في اليتامى، وقال الزجاج: وما يتلى عليكم في الكتاب يفتيكم فيه، أي فاللَّه يفتي، والكتاب يفتي، يعني: يبين.

  والثاني: جر. ثم اختلفوا فقيل: تقديره: وما يتلى عليكم، وقيل: عطف على النساء، [أي] يستفتونك في النساء، وفيما يتلى، وفي المستضعفين.

  ويقال: علام عطف بالمستضعفين وأن تقوموا؟

  قلنا: على الكتاب تقديره: وفى الكتاب وفى المستضعفين، وفى أن تقوموا على النساء على ما تقدم.

  «وَمَا تَفْعَلُوا منْ خَيرٍ» شرط، وجوابه في قوله: «فَإنَّ اللَّهَ».

  · النزول: قيل: نزلت في شأن أم [كُجَّة] مات عنها زوجها أوس بن الصامت، وعصبته رجلان من الأنصار، فأخذا المال، فأخبرت بذلك رسول اللَّه ÷، فنزلت الآية، وقد تقدم ذكر القصة، عن أبي صالح عن ابن عباس قيل: كان الرجل في الجاهلية عنده اليتيمة يلقي عليها ثوبه، فإذا فعل ذلك لا يقدر أحد أن يتزوجها، فإن كانت جميلة تزوجها وأكل مالها، وإن كانت دميمة منعها حتى تموت فيرثها، فنهوا عن ذلك، ونزلت الآية، عن ابن عباس.