قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا 135}
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم قدرته على تبديل الخلق وإفنائهم، وذلك لأنه يقدر على إعادة مقدوراته الباقية بعد عدمها، ولا يجوز ذلك في مقدورات القدر.
  وتدل على أن منافع الدارين عنده، فينبغي أنْ يطلب من جهته، وفيه ترغيب للعبد في فعل ما ينال به رضوانه وثوابه.
  وتدل على أنه تعالى يسمى سميعًا بصيرًا قديرًا، خلاف ما تقوله الباطنية، وقد بَيَّنَّا الخلاف في سميع وبصير، وأنهما صفتان غير كونه عالمًا عند مشايخنا البصرية، وعند البغدادية ترجع إلى كونه عالمًا.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ١٣٥}
  · القراءة: قرأ ابن عامر وحمزة: «تَلُوا» بواو واحدة ساكنة وضم اللام، وقرأ الباقون بواوين مضمومة الواو ساكنة اللام، وهو الاختيار؛ لموافقة تفسير أهل العلم أنها بمعنى تلوي أيها الإنسان بالشهادة، فأما قراءة حمزة ففي وجهه قولان، الأول: أنه من الولاية أي: تلوا أمر الناس، وقمتم به، الثاني: على تقدير تَلوؤُ بهمزة الواو لانضمامها، ثم تلقى حركتها على الساكن الذي قبلها وتحذف على أضعف الوجهين، والقراءة الثانية: من لي الغريم، وهو المطل والدفع، فكأنه يدفع بالشهادة أحد الحقين بالشهادة الأخرى.