التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا 135}

صفحة 1778 - الجزء 3

  · اللغة: القَوَّام: فَعَّالٌ من القيام، وهو أن يكون عادته القيام بالقسط، كما يقال: رجل صَوَّام كثير الصوم عادته ذلك، ورجل صَبَّار، ومنه: فَعَّال لما يشاء.

  القسط والإقساط: العدل، يقال: أقسط: إذا عدل، وقسط: إذا جار، قال تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} أي: اعدلوا، وقال: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ١٥}.

  واللي: الدفع، ومنه: لَيُّ الواجد ظلم، يعني دفع الواجد غريمه ظلم، ولوى برأسه: أماله، وألوى بيده: أشار، ولواه بِدَيْنِهِ يلويه ليًّا وليانًا: مَطلَهُ.

  والشهداء: جمع شهيد، فعيل بمعنى فاعل، كعليم وعالم، عن أبي مسلم.

  · الإعراب: في نصب «شهيدًا» ثلاثة أوجه:

  الأول: الحال مما في (قوامين).

  الثاني: أنه خبر (كونوا) على أن لها خبرين بمنزلة خبر واحد، نحو: هذا حُلْوٌ حامض.

  الثالث: أن يكون صفة لـ {قَوَّامِينَ}. أو {الْوَالِدَيْنِ} محله خفض، تقديره: أو على الوالدين، و «تُعْرِضُوا» عطف على تلووا، «فَإِنَّ اللَّهَ» جواب الجزاء.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في القضاة والحكام، نُهوا عن الميل إلى أحد الخصمين، عن ابن عباس.