قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا 135}
  وقيل: نزلت في اليهود حتى لا يغيروا الشهادة لمكان الغنى والفقر، أو يميل إلى أحد لقرابة أو غيرها.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها أقوال:
  الأول: لما تقدم ذكر النساء والنشوز والمصالحة بينهن وبين الأزواج عقبه بالأمر بالقيام لله بحقه في عباده، وفي الشهادة فيما فرض لبعضهم على بعض، في معنى قول الأصم.
  الثاني: أنها تتصل بقصة بني أبيرق لما ذَبُّوا عن الخائن، فَنُهوا عن ذلك، وأمروا بإقامة الشهادة لله على وجه الحق، وقد مضت تلك القصة، وذلك أنه مضى في السورة ذكر الشهادة في مواضع نحو ما شهدوا عليهم في أموال اليتامى، وقوله: «فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ» في الزنا، ومضى ذكر التحاكم فخاطب القضاة والشهود عقيب ذلك كله بالقيام بالحق، وترك الميل.
  الثالث: قيل يتصل بقوله: «فَعِنْدَ اللَّه ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» فمتى أردتم ذلك أيها المؤمنون فكونوا قوامين بالقسط.
  · المعنى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ» يعني لتكن عادتكم القيام بالعدل في القول والفعل، وقيل: قوموا بحق اللَّه في عباده، وقيل: كونوا قوالين بالعدل، عن ابن عباس، وقيل: قوامين بالشهادة بالعدل «شُهَدَاءَ لِلَّهِ» قيل: كونوا قائلين بالعدل عند الشهادة لله، وقيل: كونوا شهداء لله، يشهدون بالصدق لبعضهم على بعض «وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ» يعني لتشهدوا بالحق على أنفسكم، والشهادة على نفسه قيل: بالإقرار للخصم، وإقراره له شهادة، وشهادته على نفسه تقبل، ولنفسه لا تقبل، «أَوِ الْوَالِدَيْنِ»