التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما 138 الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا 139}

صفحة 1787 - الجزء 3

  وَخَيْلٍ قَدْ دَلفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... تَحِيَّةُ بَينِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ

  والأليم: المؤلم، إلا أن فيه مبالغة للعدول.

  وأصل العزة: الشدة، ومنه قيل للأرض الصلبة الشديدة: عَزَازٌ، وعز الشيء: إذا قل حتى لا يكاد يوجد لشدة طلبه، والعزيز: القوي الممتنع، خلاف الذليل، واعتز فلان بفلان: إذا اشتد ظهره به.

  · الإعراب: اتخذ: أصله «اِئْتَخَذَ»؛ لأنه افتعل من الأخذ إلا أن الهمزة تنقلب ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، كما انقلبت الواو في «افتعل» من الوزن، ثم تبدل الياء تاء ليكون عمل اللسان من وجه واحد، مع تقارب الحرفين، ثم يدغم.

  ومتى قيل: لم دخل الباء في قوله: «فبشرهم بعذاب»؟

  فجوابنا: للفرق بين المبَشَّر والمبّشَّرِ به كما دخل في أخبرهم بكذا، ولم يجب ذلك في أعطهم لظهور الفرق في الإعطاء، والأصل في هذه الأفعال التعدي إلى مفعولين.

  · النظم: لما تقدم ذكر المنافقين عقبه بالوعيد، وقيل: الَّذِينَ ترددوا في الكفر كالمنافقين في التحير في الدين الذي يؤدي إلى النار، وقيل: لو استمروا في الكفر لم يغن عنهم، وإن آمنوا، كما لا يغني عن المنافقين إذا استمروا على الكفر إظهار إيمانهم، ذكر الأوجه الثلاثة علي بن عيسى، وذكر أبو مسلم الوجه الأول.