قوله تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا 157 بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما 158}
  المسيح، عن أبي علي، فأما من قال إنه تعالى ألقى شبهه على غيره اختلفوا، فقيل: لما هَمَّ اليهود بقتل عيسى جاء جبريل وأدخله خوخة في سقفها روزنة فرفعه تعالى، فأمر يهوذا رأس اليهود رجلاً من أصحابه اسمه ططيانوس أن يدخل عليه فيقتله، فدخل فلم ير المسيح، وألقى اللَّه تعالى عليه شبه عيسى، فخرج وظنوه المسيح، فقتلوه وصلبوه، عن ابن عباس، وقيل: وكَّلوا بعيسى رجلاً يحرسه، وصعد عيسى الجبل، ورفع إلى السماء، وألقى اللَّه تعالى الشبه على ذلك الرقيب، فقتلوه، وهو يقول: لست بعيسى، أنا فلان، فلم يصدقوه وصلبوه، عن مقاتل، وقيل: إنهم حبسوا المسيح مع عشرة من أصحابه في بيت، فدخل عليهم رجل من اليهود، فألقى اللَّه عليه شبه عيسى، ورفع عيسى، فقتلوا الرجل، عن السدي، وقيل: ألقى الشبه على رجل من أصحابه، وأنه قال لهم: من يشتري الجنة بأن يوقع عليه شبهي، فقال رجل: أنا، فشبه به فخرج وأُخِذ وقتل، ورُفع المسيح، عن قتادة والأصم، وقيل: كان رجل ينافق عيسى، وكان عيسى متواريًا فدلهم عليه، فألقى اللَّه تعالى شبهه على ذلك الرجل الدال، فقتلوه، ذكره الأصم، وقيل: إن الذي ارتشى من أصحاب موسى دخل البيت الذي فيه عيسى، فألقى اللَّه عليه الشبه، فخرج وقال: ليس هو في البيت، قالوا: أنت عيسى فقتلوه، واختلفوا في اسمه فقيل: ططيانوس، وقيل: استوع الإسرائيلي «وِإنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ» مَنْ اختلف قيل: جماعة قال بعضهم: قتلناه، وقال بعضهم: ما قتلناه، وقد اختلف عوامهم، وأما رؤساؤهم فعلموا أنهم قتلوا غيره، وأي شيء اختلفوا فيه، قيل: هو اختلاف النصارى، قال بعضهم: هو إله، وقال بعضهم: ولد، وقال بعضهم: ما قتل لأنه إله. وقال بعضهم: قتل، وقيل: اختلافهم في قتله، اليهود قالوا: قتلناه، وطائفة من النصارى قالوا: نحن قتلناه، وطائفة قالوا: ما قتل، عن الكلبي، وقيل: اختلافهم أنهم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا؟ وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ عن السدي «لَفِي شَكٍّ مِنْهُ» قيل: في قتله، وقيل: في الإيمان به،