قوله تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا 160 وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما 161}
  · اللغة: الصد: الإعراض، وصددته عن الأمر: عدلته عنه، وصد يَصُدُّ بضم الصاد:
  أعرض، وصد يَصِدُّ بكسر الصاد إذا ضج.
  والربا في الأصل: الزيادة من قولك: ربا الشيء يربو ربًا، وربُوا: إذا زادوا، ومنه: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} ومنه: الربوة: المكان المرتفع.
  · الإعراب: (كثيرا): نصب لأنه صفة لمحذوف دل عليه (وبصدهم)، وتقديره: بصدهم صدًّا كثيرا.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما كلفهم بسبب ما سبق من ظلمهم، فقال تعالى: «فَبِظُلْمٍ» إنما قدم فبظلم لأنه غرض التحريم، وإن كان فيه غرض آخر وهو الاستصلاح، يعني فبما ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي التي تقدم ذكرها، من نقض الميثاق وقتل الأنبياء والبهتان وغير ذلك «مِنَ الَّذِينَ هَادُوا» يعني اليهود «حَرَّمْنَا عَلَيهِمْ طَيِّبَاتٍ» قيل: ما كان حلالاً، وقيل مَلاَذا، وهي ما بَيَّنَ في قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الآية «أُحِلَّتْ لَهُمْ» يعني كانت حلالاً لهم قبل ظلمهم، فحرم عليهم عند الظلم «وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّه» يعني بمنعهم عباد اللَّه عن دينه المشروع صدًّا كبيرًا، بما حرفوا من الكتاب، ودعوا إلى الضلال وكتموا صفة النبي ÷، وقيل: بصدهم بأنفسهم وبصدهم غيرهم، أي: أعرضوا، ومنعوا «كثِيرًا» يعني فعلوا ذلك كثيرًا «وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا» قيل: الزيادة على رأس المال لتأخير في الأجل، «وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ» قيل: في التوراة ويحتمل في القرآن، «وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ» قيل: الرشا في الحكم،