قوله تعالى: {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما 162 إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا 163}
  وقيل: ما يأخذون من عوامهم بتحريف الكتاب، وقيل: ما كانوا يأخذون من غير حلها ومن غير وجهها، وقيل: كان ذلك من وجهين: استحلال ما حرم اللَّه، والثاني الغصب والظلم، «وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ» أي: هيأنا يوم القيامة لمن جحد الله أو الرسل «عَذَابًا أَلِيمًا» وجيعًا، وهو عذاب النار.
  · الأحكام: لا خلاف أن التحريم وقع عند ظلمهم أنفسهم بالمعاصي، ثم اختلفوا: فذهب جماعة من المفسرين إلى أن ذلك عقوبة لهم على الظلم، وقال أبو علي: كان تحريمه عقوبة فيمن تعاطى ذلك الظلم، ثم صار تحريمه على غيرهم مصلحة، والصحيح ما ذكره أبو هاشم أن تحريمه لما كان مصلحة عند هذا للإقدام جاز أن يقال: حرم عليهم بظلمهم؛ لأن التحريم تكليف يستحق الثواب بفعله، ويجب الصبر على أدائه، وهو معدود في النعم، ويجب قبوله بخلاف العقوبات.
  وتدل على أن الكفار مخاطبون بالشرائع؛ لأنه مع كفرهم ذمهم على ترك الشرائع وهو الربا.
  وتدل على أن الربا من الكبائر.
  وتدل على أن أكل مال الغير بالباطل كبيرة.
قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ١٦٢ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ١٦٣}