قوله تعالى: {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما 162 إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا 163}
  · القراءة: قرأ حمزة وخلف بن هشام: «زُبُورا» بضم الزاي كل القرآن، وقرأ الباقون بفتحها، والزبور بالفتح: الكتاب، وبالضم: الكُتُب، وهو جمع زَبْرٍ كشهرٍ وشهور، والفتح أوجه؛ لأنه أشهر، والقراءة به أكثر، وكلاهما حسن.
  · اللغة: رسخ: ثبت. وكل شيء ثابت فهو راسخ، وحكى بعضهم رسخ الغدير: نضب ماؤه.
  والوحي: الإشارة، والكتاب والرسالة، وكل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه على وجه خفي، فهو وحي. وَوَحَى وأوحى لغتان.
  والزبور: أصله من الزَّبْرِ، وهو القوة، قال ابن أحمر:
  وَلَهَتْ عَلَيْهِ كُلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجَاء لَيْسَ لَهَا زَبْرُ
  أي قوة، يصف الريح بأنها تأتي كالمجنونة، ويُقال: زبرت الرجل أزبره زبرًا: إذا نهرته بقوة، وسمى زبر الحديد لقوتها، وسمي الكتاب زبورًا لقوة الوثيقة به، وزبرت الكتاب: كتبته.
  · الإعراب: يقال: من أين اجتمعت (لكن) و (إلا) حتى قيل: لكن ههنا استثناء، عن قتادة وغيره؟
  قلنا: اجتمعا في الإيجاب بعد النفي، أو النفي بعد الإيجاب، وتنفصل من (إلا) بأن (إلا) لإخراج بعض من كل، و (لكن) تكون بعد الواحد على الحقيقة، نحو: ما جاءني زيد لكن عمرو، ولأن (لكن) للاستدراك، لا للتخصيص.
  ويقال: ما موضع المقيمين، وما معناه؟