قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد 1}
  · القراءة: قراءة العامة «حُرُمٌ» بضم الراء، وعن يحيى بن يعمر «حُرْمٌ» بجزم الراء سكنها لكثرة الحركات، وهما جميعًا جمع حرام يقال: رجل حرام، وقوم حُرُم، وحرم، وحرام من الإحرام، والحرم الحرام ضد الحلال، وهو أصل الباب، سُمِّيَ المحرم؛ لأنه يحرم من مس الطيب واللباس والصيد ما كان حلالاً، والحرم من ذلك، والحرم الإحرام.
  · اللغة: الوفاء والإيفاء يجريان مجرى واحدا، قاله أبو مسلم، والوفاء معروف، يقال: وَفَى بعهده وأوفى، وهو مُوفٍ، ووفَّى يفي وفاء، فهو وفِيٌّ، وهو إتمام ما أخذ عليه بالعقود، ونقيض الوفاء الغدر، ومنه استوفى حقه، ووفيته إياه.
  والعقود: جمع عقد، وهي العهود، قال الزجاج: هي أوكد العهود، يقال: عقدت عليه وعاقدته أي ألزمته ذلك، وأصله عقد الشيء بغيره، وشده ووصله، كما يعقد الحبل بالحبل إذا وصل به شدًّا، ومنه عقد البيع، قال الشاعر:
  قَوْمٌ إذَا عَقْدُوا عَقْدًا لجارِهُمُ ... شَدُّوا العِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الكَرَبا
  ونقيض العقد: الحل، ونظيره: الربط والوصل.
  والبهيمة والأنعام واحد، وإنما ذكر لاختلاف اللفظين، وسميت بهيمة؛ لأنها