التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد 1}

صفحة 1849 - الجزء 3

  أبهت عن أن تميز، من قولهم: هذا أمر مبهم لا مأتى له، والبَهْمُ: صغار الغنم، وقيل: كل حي لا يميز، وهو بهيمة، وأبهمت الشيء.

  والأنعام في الأصل جمع نَعَمٍ، وهو الإبل، ثم يستعمل في البقر والغنم.

  والتلاوة: القراءة، وأصله من قوله: تلوت الرجل: إذا تبعته تلوًا، وتلوت القرآن تلاوة.

  · الإعراب: (الذي) اسم مبهم، لا يتبين فيه الإعراب، (والَّذِينَ آمنوا) محله الرفع على البدل من «يا أيها».

  في نصب (غير) ثلاثة أقوال:

  الأول: على الحال من: يا أيها الَّذِينَ آمنوا أوفوا بالعقود غير محلي الصيد، عن الأخفش، وفيه معنى النفي.

  الثاني: حال من: أحلت لكم بهيمة الأنعام غير محلي الصيد وأنتم حرم، عن الكسائي.

  الثالث: على الاستثناء، كأنه قيل: إلا محلي الصيد وأنتم حرم إلا ما يتلي.

  (ما) في موضع نصب على الاستثناء، كأنه قيل: إلا محلي الصيد وأنتم حرم إلا شيئًا يتلى عليكم.

  · النزول: روي أن فرات بن حيان العجلي سأل رسول اللَّه ÷ عن حلف الجاهلية، فقال: