قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد 1}
  «لعلك تسأل عن حلف لخم وتيم»؟ قال: نعم، قال: «لا يزيده الإسلام إلا شدة»، وفي الوفاء بالعهود نزلت: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا».
  · النظم: قيل: لما ختم سورة النساء بذكر الأحكام افتتح سورة المائدة ببيان الأحكام أيضًا، وأجمل بقوله: «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» ثم أتبعه بذكر التفصيل، وقال الأصم: افتتح السورة بكلمة جمع فيها وصايا عباده بجميع ما تعبدهم به، وبجميع ما يجب لبعضهم على بعض، وهو قوله: «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ».
  · المعنى: «يَا أَيُّهَا» نداء، وتنبيه، وإشارة، ف (يا) نداء و (أي) - تنبيه، و (ها) إشارة، و «الَّذِينَ» اسم مبهم و «آمنُوا» صلة له، وتقديره: يا أيها المؤمنون، وهو اسم تكريم وتعظيم «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» قيل: بالعهود، عن ابن عباس ومجاهد والربيع والضحاك والسدي وقتادة وابن جريج والأصم وأبي علي وأبي مسلم وأكثر المفسرين. واختلفوا في هذه العهود فقيل: هو خطاب لأهل الكتاب [الَّذِينَ] آمنوا بالكتب المتقدمة [أن] أوفوا بالعهود التي عهدها إليكم في شأن محمد، عن ابن جريج، وقيل: هو الحِلفُ الذي تعاقدوا عليه في الجاهلية، عن قتادة، وقيل: عقود اللَّه: ما أحل وحرم وما بين في القرآن وعهود الأيمان، عن ابن عباس، وقال الحسن: عقود الدين، وقال أبو مسلم: ما أمر اللَّه به، وقيل: هو العقود التي يتعاقدها الناس بينهم، عن