التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2}

صفحة 1855 - الجزء 3

  معروفة، وتقليد البُدْن أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي، والقِلْد: بكسر القاف: السوار من الفضة؛ لأنه كالقلادة لليد، والقَلْدُ بفتح القاف: الفتل، يقال: قَلَدْتُ الحبل قلدًا إذا فتلته، والإقليد: المفتاح، وتقلدت السيف.

  والأَمَمُ القريب، يقال: أحدث ذلك من أمَمٍ: قُرْب، ورئيس القوم أمهم، والأم الأصل، ومنه: أم القرى، ومنه: أم الإنسان، والأَم بالفتح القصد، يقال: أممت البيت وحججت واحد، عن أبي مسلم، وتأممت فلانًا قصدته، وهو الأصل، وأم الإنسان؛ لأنه يقصد، وأم القرى لقصد الناس إليه، والأم الرئيس لأنه يقصد، والأمة الدين لأنه يقصد، والإمَّةُ بكسر الهمزة النعمة؛ لأنها تقصد، وأم الطريق معظمه؛ لأنه يقصد بالمشي، ومنه الإمام الذي يقتدى به.

  والجُرْم قيل: أصله القطع، وقيل: أصله الكسب، ويقال: دان من الجرام؛ أي صرام النخل لقطعها، يقال: جرم يجرم جرمًا: إذا قطع، والجُرْم: الكسب، ويقال: فلان جريمة أهله؛ أي كاسبهم؛ سُمِّي بذلك لانقطاعه إلى الكسب، ولا جَرَم بمعنى حق لأن الحق يقطع عليه، ومنه: «لا جرم - أي حق - أن لهم النار»، عن الخليل، وقيل: معناه لا بد، والجريمة والجرم الذنب؛ لأنه يقطع عنه، وقيل: لأنه كسبه، وقال الفراء: جرم عليه بمعنى حمل لقطعه عن غيره.

  والصد: المنع.

  والاعتداء: مجاوزة الحد في الظلم، والعدوان: الظلم، والعدو خلاف الصديق، وهو من عدا: إذا ظلم، وذئب عدوان: يعدو على الناس، والعدوى: طلبك إلى والٍ ليُعديك على من ظلمك؛ أي تنقم منه باعتدائه عليك، والتعدي: