التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2}

صفحة 1856 - الجزء 3

  مجاوزة الشيء إلى غيره. والمعاونة المظاهرة من العون، وهو الظهير على الأمور.

  والبر: الصدق، والبر الطاعة، والبرُّ: الخير، يقال: رجل بار، وبر، وبررت أبر، والبَرُّ خلاف البحر، والبُرُّ معروف.

  · الإعراب: نصب (الهدي) و (القلائد) بوقوع الفعل، كأنه قيل: ولا تحلوا الشهر الحرام، ولا تحلوا القلائد.

  · النزول: عن ابن عباس أن المشركين كانوا يحجون البيت، ويهدون الهدايا، ويعظمون المشاعر، فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  وقيل: كان الحُمْسُ من قريش، وخزاعة وكنانة، وعامر بن صعصة يستحلون الغارة في الأشهر الحرم، ولا يسعون بين الصفا والمروة، ولا يقفون بعرفات، ولا يرون الوقوف من المشاعر، فلما أسلموا أمروا بالسعي والوقوف ونهوا عن الغارة في الأشهر الحرم، فنزلت الآية، وقال الأصم: نزلت الآية في رجل من بني بكر دخل على رسول اللَّه ÷، فقال: إني داعية قوم، فاعرض علي ما تدعو إليه، فعرض عليه الإسلام، فقال: في أمرك غلظة، فأرجع إلى قومي فأعرض عليهم ما عرضت فلما انصرف قال رسول اللَّه ÷: «دخل بوجه كافر وخرج بعقبي