قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2}
  بغير إحرام، عنن أبي علي، وقيل: شعائر اللَّه جميع متعبداته، وقيل: هي الهدايا تطعن في سنامها، وتقلد ليعلم أنها هدْي، عن أبي عبيدة، ومنه: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ} «وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» أي لا تستحلوا الشهر الحرام بالقتال فيه، عن ابن عباس وقتادة، واختلفوا في الشهر الحرام، فقيل: الأشهر الحرم، عن قتادة، وقيل: هو ذو القعدة، عن عكرمة، وقيل رجب، وقيل: أراد به النسيء لقوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} عن [القتبي] والأصم، «وَلاَ الْهَدْيَ» يعني لا تستحلوا الهدي، وهو ما يهدى إلى البيت من الأنعام، وينحر ويتصدق به «وَلاَ الْقَلَاِئدَ» أي ولا تحلوا، وفيه أربعة أقوال:
  الأول: معناه الهدي المقلد، كأنه نهى عن المقلد فعبر بالقلائد عنه، عن ابن عباس وأبي علي.
  الثاني: المقلد من الناس ليأمن، عن قتادة.
  الثالث: القلائد من شجر الحرم بأن يستبيحوه، عن عطاء.
  الرابع: قلائد الهدي وهو صوف يقلد به واستحلاله ألا يتصدق به معه، بل يمسكه لنفسه، عن أبي علي، وهو الظاهر؛ لأنه عطف على الهدْي فالظاهر أنه غيره، وكأنه صار بمنزلته في وجوب التصدق به واختلفوا في قلائد الهدي، قيل: يقلده بالنعال ثم يتصدق بها معها، عن الحسن، وقيل صوف يفتل ويجعل في أعناق الهدْي، عن أبي علي، فعنى هذا النهي ينصرف إلى إمساك القلائد، والثاني أنهم كانوا يقلدون إبلهم من لحاء شجرة الحرم، فلا يتعرض لهم فنهوا عن ذلك تحريمًا لقطع شجر الحرم، عن عطاء. «وَلاَ آمِّينَ الْبَيتَ الْحَرَامَ» أي قاصدين الكعبة سمي حرامًا لحرمته، وقيل: لأنه يحرم فيه ما يحل في غيره، واختلفوا فمنهم من حمله على