قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2}
  الكفار واستدل بقوله: «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْيم» ومنهم من حمله على من أسلم فكأنه نهى أن يوجد بعد الإسلام ذحْلُ الجاهلية؛ لأن الإسلام يجب ما قبله «يَبْتَغُونَ» أي يطلبون يعني الَّذِينَ يؤمون البيت الحرام «فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا» اختلفوا في المراد بالآية فقيل: الكفار، وقيل: المؤمنون، واختلفوا في معناه قيل: فضلا في الآخرة أي نعمًا ورضوانًا في الدنيا، عن الأصم؛ لأنهم كانوا لا يؤمنون بالآخرة، وقيل: فضلا في دنياهم ورضوانًا في دينهم، وقيل: فضلا في الدنيا ورضوانًا في الآخرة، وقيل: يبتغون الآخرة والتجارة، عن مجاهد، وقيل: المؤمن يبتغي رضوان اللَّه، والكافر يبتغي الرزق وصلاح الدنيا، وقيل: رضوانا على زعمهم؛ لأنه لا نصيب للكافر في الرضوان، وحملوا الآية على الكفار، وقيل: أن يصلح معايشهم ولا يعاقبهم في الدنيا، عن قتادة «وَإذَا حَلَلتُمْ فاصْطَادُوا» يعني إذا خرجتم من الإحرام فقد حل لكم الصيد فهو إباحة، وليس بأمر ولا إيجاب كقوله: {فَانتشِرُوا} وكقوله: {كلوا واشربوا} وقيل: إذا خرجتم من الحرم والإحرام فاصطادوا «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ» قيل: لا يحملنكم، عن ابن عباس، وقتادة والكسائي وأبي عبيدة، والمبرد، وقبل: لا يكسبنكم عن الفراء، وقيل: لا يدعونكم، عن المؤرج «شَنَآنُ قَوْمٍ» قيل: بُغْضُ قوم وعدوانهم، عن ابن عباس، وقتادة وابن زيد، ومن قرأ بسكون النون فمعناه: بغض قوم كسكران من سَكِرَ، وقيل: هما بمعنى «أَنْ صَدُّوكُمْ» بفتح الألف معناه لأجل أنهم صدوكم عن المسجد الحرام عام الحديبية، ومن قرأ بكسر الألف فهو بتقدير المستقبل على معنى الماضي، وقيل: هو على المستقبل «عَنِ الْمسْجِدِ الْحَرَامِ» يعني مسجد مكة «أَنْ تَعْتَدُوا» أي تظلموا عليهم بالقتل وأخذ المال «وَتَعَاوَنُوا» أي ليعن بعضكم بعضا «عَلَى الْبِرِّ» على متابعة الأمر ومجانبة الهوى «وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» أي المعصية والظلم «وَاتَّقُوا اللَّهَ» أي: عذابه باتقاء معاصيه «إِنَّ اللَّه شَدِيدُ الْعِقَابِ» لمن عصاه.