التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب 4}

صفحة 1873 - الجزء 3

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ٤}

  · القراءة: قراءة العامة «مُكَلِّبِينَ» بالتشديد، وعن ابن مسعود والحسن «مُكْلِبينَ» بالتخفيف، فالتشديد «مكلبين» أصحاب الكلاب، وأما التخفيف فيحتمل أن يكون معناه معنى التشديد، ويحتمل أن يكون من قولهم: أكلب الرجل كثر كلابه، كقولهم: أمشى الرجل إذا كثرت ماشيته.

  · اللغة: الطيب: ضد الخبيث، والطيب: الحلال الطيب، والطيب: المستلذ، والطيبات الجمع، ويقال: هذا لك حلال وطيب وطلق ومباح بمعنى، إلا أن مباحًا يقتضي مبيحًا.

  الجوارح: الكواسب للصيد من سباع الطير وغيرها واحدها جارح، ومنه الجارحة لأنه يكسب بها اجتراح السيئات، ومنه: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} والاجتراح: العمل، والكسب.

  الكلب معروف وجمعه كلاب وكَلب، والكَلّاب والمُكَلِّب الذي يعلم الكلاب الصيد فمكلب صاحب الكلاب كمعلم صاحب التعليم، ومؤدب صاحب التأديب، والكلب الكَلِب هو الذي يأخذه شبه الجنون فيكلبُ لحوم الناس، فإذا عقر إنسانا قيل: إنسان كَلِبٌ ورجل كَلِبٌ، وقوم كَلْبَى، وكَلَبَهُ الزمان وكلبته: شدته، مشبهًا بالكلب.