قوله تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب 4}
  وسماه رسول اللَّه زيد الخير، وذلك أنهما جاءا إلى النبي ÷، فقالا: إنا قوم نصيد بالكلاب والبُزَاةِ فمنه ما ندرك ذكاته، ومنه ما يقتل، ولا ندرك ذكاته، وقد حرم اللَّه الميتة، فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت الآية.
  وقيل: لما تلا رسول اللَّه ÷ ما حرم اللَّه على الناس سألوه عما يحل لهم، فبين أن ما وراء المحرمات حلال لهم.
  · المعنى: لما تقدم ذكر المحرمات عقبه بذكر ما يحل، فقال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ» يا محمد «مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ» يعني أي شيء أحل لهم، والسائل هم المؤمنون، ومعنى يسألونك: يستخبرونك ماذا أحل لهم من المآكل، وقيل: من الذبائح والصيد، «قُلْ» يا محمد «أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ» قيل: الطيبات لم يكن حرامًا ولكن كان مسكوتًا عنها، فلما سألوا ورد النص بتحليله، واختلفوا في الطيبات، قيل: الحلال الذي أذن اللَّه تعالى في أكله من المأكولات والذبائح، والصيد، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: ما ذبح على اسم اللَّه، وقيل: ما وراء المحرمات طيبات، وقيل: ما لم يرد بتحريمه كتاب ولا سنة، وهو الأولى؛ لأن أصل الأشياء على الإباحة حتى يرد الشرع بتحريمه، وقيل: المستطاب من باب الحلال، عن أبي مسلم والقاضي، ليصح قوله: أكل «وَمَا عَلَّمْتُمْ» فيه محذوف تقديره: وصيد ما علمتم، وقيل: أَمْسَكَ ما عَلَّمْتُمْ، فحذفه لدلالة الكلام عليه، وهو قوله: «فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ» ولأنه جواب عن سؤال السائل عن الصيد، بدليل سبب النزول، «مِنَ الْجَوَارِحِ» قيل: من الكلاب فقط، عن ابن عمر والضحاك والسدي، وقال سائر الفقهاء والمفسرين: الكواسب من السباع والطير والبهائم كالنمر والفهد والكلب والعقاب والصقر والبازي، ونحوها مما يقبل